ان النصر مع الصبر , وان الفرج مع الكرب ,وفى رحم الضائقة جنين الفرج ومفتاح الحل , ومع العسر اليسر ,ولو كان العسر فى جحر لطلبه اليسر حتى يد خل عليه , ولن يغلب عسر يسرين ,فلا تياس ,
لابد للضيق بعد الياس من فرج وكل داجية يوما لاشراق
فكلما اشتدت الاحداث نهتف فى اعتى دجاها ان اشتدى لتنفرجى
يارب .
الدين دينك فانتصر ,
واعصف بجبار اشر ,
واجعل جموع المعتدى اعجاز نخل منقعر ,
اى طلائع الزحوف,ومقدم الصفوف ,وبناة الصرح , وحماة الصرح ,يا زينة النادى ,ويا بشاشة الوداى ,قد ترون ما يستفزكم ,وتسمعون ما يجرح شعوركم ,وتقرأون ما يؤلم ضمائركم ,فقابلوا ذلك بالهدوء ,وضبط النفس ,فليس الشديد بالصرعة ,وليست القوة بالانفعال ,انما القوة بالسعى الدائب للهدف , مع ضبط النفس امام التحديات التى تحاول ان تنحرف بالدعوة الى الله عن اهدافها , فليكن حالكم
(( ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ــ وان تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شئيا ))
فلن تروا صحبة ترضى عواقبها , كالحق والصبر فى خطب اذا اجتمعا
,ادأبوا على علم فى السير الى الهدف ,فى توزان يحكم الاقدام والاحجام ,فالقوة الحقيقية هى فى الصبر ,وعدم فتح المجال امام من يجرنا الى مواقف محسوبة لمصلحته , ومعارك لم نعد لها عدتها ,فالصبر هو القوة ,والاصلاح لن يتم فى ليلة , والخير لاياتى دفعة ,وسنة الله التدرج والنماء , وصيحة الحق لابد لها من مراحل ,فلنمهد لها , وذاك عمل شاق طويل ولا شك ,لكنه مضمون ثابت مأمون ,نرتضيه ولو استغرق تمامه السنين ,
الا فاعملوا من المعروف ما يقى مصارع السوء ,ويطفىء الغضب, ويدفع الشر , ويدحر الشر , ويدحر جند الشيطان , ويزيد حرارة الايمان ,فقد حث لنبى (ص) على المبادرة الى العمل , قبل الانشغال بما يحدث من الفتن المتراكبة تراكم الليل المظلم فقال (بادروا بالاعمال فنتا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسىء كافرا ,ويمسىء مومنا ويصبح كافرا ,يبيع دينه بعرض من الدنيا ) رواه مسلم
,يقول الحسن رحمه الله ,
والله لقد رايناهم صورا ولاعقولا ,اجساما ولااحلاما , فراش نار وذباب طمع ,يغدوا احدهم بدرهمين ويروح بدرهمين ,يبيع احدهم بثمن العنز ,
والله لن تستريحوا منهم الا بالعمل ,فان القافلة اذا صارت وشدت الرحال ,تخلف العاطل وظهر الحق من الباطل ,
فدع اذاهم وقل موتوا بغيظكموا فالغرب مولاكمو والله مولانا
والله لايصلح عمل المفسدين ,والعقبى للصابرين ,وليكفكف المبطلون من غلوائهم ,وليقصر المرجفون من افكهم ,فما زلنا نتوسم من حركاتهم , انهم عوامل نصب وخفض وجر لاترفع ابدا ,
واذا كان فى الاساطير ان الجن تركب الخنافس ,
فمن الحقائق ان العدو يركب مثل هولاء ليفتح بهم فى بنيان الامة قوى ومنافذ ,
وهم بحمد الله قليل فى حكم الشاذ, والشاذ لايكون قاعدة ابدا ,وكيدهم كيد شيطان ,
وقد قضى الله (( ان كيد الشيطان كان ضعيفا)) لاراد لما الله سائله ,وانهم وان اجتمعوا ليسوا بمعجز لنا ,
واين من العنقود ايدى الثعالب والله يمهل من بغى لكنه لايهمل